Hukum Seputar Doa dalam Sholat
Daftar Pertanyaan :
- Soal 1 : هل يجوز الدعاء المطلق في الفرائض - الصلوات المكتوبة - ؟
- Soal 2 : هل يشترط في أدعية الصلاة أن تكون مما ثبت في السنة؟
- Soal 3 : الدعاء في الصلاة بتيسير الصداقة مع رجل معين
- Soal 4 : الدعاء في الصلاة بالزواج من رجل معين
- Soal 5 : هل هناك دعاء للتوفيق بزوجة أو زوج طيّب
- Soal 6 : الدعاء في التشهد الأخير
- Soal 7 : حكم الدعاء في السجود أثناء صلاة الفريضة…؟
Soal No.1 :
السؤال : هل يجوز الدعاء المطلق في الفرائض - الصلوات المكتوبة - ؟
الجواب :
الحمد لله
يستحب للمصلي – سواء كانت صلاة فريضة أم نافلة – أن يجتهد في الدعاء في الصلاة في موضعين اثنين : في السجود ، وقبيل التسليم ، وفي صلاة الوتر عند القنوت أيضا ، فقد جاءت الأدلة الصحيحة تدل على ذلك ، وذلك فيما رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (479) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ، فَقَمِنٌ – أي : جدير وحقيق - أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) .
وقد بين كثير من الفقهاء كالمالكية والشافعية أن الدعاء في هذين الموضعين – في السجود ، وقبيل التسليم – هو من الدعاء المطلق ، فلا يشترط أن يكون واردا بنصه في الكتاب والسنة ، بل للمصلي أن يدعو بحاجاته الدنيوية والدينية بأي صيغة كانت ، وله أن يسأل الله تعالى ما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، وإن لم يكن هذا الدعاء مأثورا في كتب السنة .
والدليل عليه إطلاق الحديث السابق : (فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ) ، حيث أطلق الاجتهاد في اختيار الدعاء ، ولم يشترط وروده في الكتاب والسنة .
وقد سبق تقرير هذه المسألة وذكر أدلة أخرى لها في جواب السؤال رقم : (75058) ، (104907) ، (105282) .
والله أعلم .
الحمد لله
يستحب للمصلي – سواء كانت صلاة فريضة أم نافلة – أن يجتهد في الدعاء في الصلاة في موضعين اثنين : في السجود ، وقبيل التسليم ، وفي صلاة الوتر عند القنوت أيضا ، فقد جاءت الأدلة الصحيحة تدل على ذلك ، وذلك فيما رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (479) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ، فَقَمِنٌ – أي : جدير وحقيق - أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) .
وقد بين كثير من الفقهاء كالمالكية والشافعية أن الدعاء في هذين الموضعين – في السجود ، وقبيل التسليم – هو من الدعاء المطلق ، فلا يشترط أن يكون واردا بنصه في الكتاب والسنة ، بل للمصلي أن يدعو بحاجاته الدنيوية والدينية بأي صيغة كانت ، وله أن يسأل الله تعالى ما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، وإن لم يكن هذا الدعاء مأثورا في كتب السنة .
والدليل عليه إطلاق الحديث السابق : (فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ) ، حيث أطلق الاجتهاد في اختيار الدعاء ، ولم يشترط وروده في الكتاب والسنة .
وقد سبق تقرير هذه المسألة وذكر أدلة أخرى لها في جواب السؤال رقم : (75058) ، (104907) ، (105282) .
والله أعلم .
Soal No.2
السؤال : هل يشترط في أدعية الصلاة أن تكون مما ثبت في السنة؟
في قيام الليل عندما يطيل المصلي الركوع أو السجود هل يجب عليه أن يأتي بجميع الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الدعاء بما شاء من الأدعية ؟.
في قيام الليل عندما يطيل المصلي الركوع أو السجود هل يجب عليه أن يأتي بجميع الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الدعاء بما شاء من الأدعية ؟.
الحمد لله
لا حرج على المصلي أن يدعو في صلاته بما شاء , مما ورد في السنة – وهو أفضل الأدعية وأجمعها , ومما لم يَرِدْ مما يجوز الدعاء به .
ومن دعا بما ورد في الشرع فله ثوابٌ على اتباعه ما ورد في الشرع ، وله أجرٌ على دعائه .
ومن النصوص المبيحة لعموم الدعاء بما يجوز قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم يتخيّر من المسألة ما شاء ) وفي لفظ : ( ثم يتخيّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ) رواه البخاري ( 835 ) ومسلم ( 402 ) وقد ورد هذا في الدعاء قبل التسليم من الصلاة .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" يشرع للمؤمن أن يدعو في صلاته في محل الدعاء سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة ، ومحل الدعاء في الصلاة هو السجود ، وبين السجدتين ، وفي آخر الصلاة بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل التسليم ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بين السجدتين بطلب المغفرة ، وثبت أنه كان يقول بين السجدتين : ( اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( أما الركوع فعظِّموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِن – أي : جدير وحقيق - أن يُستجاب لكم ) أخرجه مسلم في صحيحه ، وخرَّج مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) .
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علَّمه التشهد قال : ( ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء ) ، وفي لفظ : ( ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ) .
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وهي تدل على شرعية الدعاء في هذه المواضع بما أحبه المسلم من الدعاء سواء كان يتعلق بالآخرة أو يتعلق بمصالحه الدنيوية , بشرط ألا يكون في دعائه إثم ولا قطيعة رحم ، والأفضل أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 11 / 171 ، 172 ) .
وقال رحمه الله أيضاً :
" الدعاء في الصلاة لا بأس به سواء كان لنفسه أو لوالديه أو لغيرهما ، بل هو مشروع ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) . . . ثم ذكر الأحاديث المتقدمة ثم قال : فإذا دعا في سجوده أو في آخر الصلاة لنفسه أو لوالديه أو المسلمين : فلا بأس ؛ لعموم هذه الأحاديث وغيرها " انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 11 / 173 ، 174 ) .
والله أعلم .
لا حرج على المصلي أن يدعو في صلاته بما شاء , مما ورد في السنة – وهو أفضل الأدعية وأجمعها , ومما لم يَرِدْ مما يجوز الدعاء به .
ومن دعا بما ورد في الشرع فله ثوابٌ على اتباعه ما ورد في الشرع ، وله أجرٌ على دعائه .
ومن النصوص المبيحة لعموم الدعاء بما يجوز قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم يتخيّر من المسألة ما شاء ) وفي لفظ : ( ثم يتخيّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ) رواه البخاري ( 835 ) ومسلم ( 402 ) وقد ورد هذا في الدعاء قبل التسليم من الصلاة .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" يشرع للمؤمن أن يدعو في صلاته في محل الدعاء سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة ، ومحل الدعاء في الصلاة هو السجود ، وبين السجدتين ، وفي آخر الصلاة بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل التسليم ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بين السجدتين بطلب المغفرة ، وثبت أنه كان يقول بين السجدتين : ( اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( أما الركوع فعظِّموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِن – أي : جدير وحقيق - أن يُستجاب لكم ) أخرجه مسلم في صحيحه ، وخرَّج مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) .
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علَّمه التشهد قال : ( ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء ) ، وفي لفظ : ( ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ) .
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وهي تدل على شرعية الدعاء في هذه المواضع بما أحبه المسلم من الدعاء سواء كان يتعلق بالآخرة أو يتعلق بمصالحه الدنيوية , بشرط ألا يكون في دعائه إثم ولا قطيعة رحم ، والأفضل أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 11 / 171 ، 172 ) .
وقال رحمه الله أيضاً :
" الدعاء في الصلاة لا بأس به سواء كان لنفسه أو لوالديه أو لغيرهما ، بل هو مشروع ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) . . . ثم ذكر الأحاديث المتقدمة ثم قال : فإذا دعا في سجوده أو في آخر الصلاة لنفسه أو لوالديه أو المسلمين : فلا بأس ؛ لعموم هذه الأحاديث وغيرها " انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 11 / 173 ، 174 ) .
والله أعلم .
Soal No.3 :
السؤال : الدعاء في الصلاة بتيسير الصداقة مع رجل معين.
هل يجوز لي الدعاء في الصلاة المفروضة بأمر من أمور الدنيا ، مع تحديد هذا الأمر بالاسم ، كأن أقول : " اللهم اجعل فلان بن فلان صديقا لي " ؟
هل يجوز لي الدعاء في الصلاة المفروضة بأمر من أمور الدنيا ، مع تحديد هذا الأمر بالاسم ، كأن أقول : " اللهم اجعل فلان بن فلان صديقا لي " ؟
الحمد لله.
لا حرج من الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة على الصحيح من قولي أهل العلم ، وهو ما ذهب إليه المالكية والشافعية وبعض الحنابلة ، كأن يسأل الله التوفيق في الدراسة أو الزواج أو يسأله تيسير عمل معين أو شفاء صديق أو قريب أو تيسير صحبة صالحة ونحو ذلك .
والدليل على ذلك : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة التشهد ثم قال في آخره : ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) رواه البخاري (5876) ومسلم (402) . جاء في "المدونة" (1/192) :
" قال مالك : ولا بأس أن يدعو الرجل بجميع حوائجه في المكتوبة ، حوائج دنياه وآخرته ، في القيام والجلوس والسجود " انتهى .
وقال النووي في "المجموع" (3/454) : " مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها (يعني : الصلاة) بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا ، وله – أن يقول - : اللهم ارزقني كسبا طيبا ، وولدا ، ودارا ، وجارية حسناء يصفها ، و : اللهم خلص فلانا من السجن ، وأهلك فلانا ، وغير ذلك ، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا .
وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق .
وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن .
واحتج أصحابنا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء ) فأطلق الأمر بالدعاء ولم يقيده ، فتناول كل ما يُسَمَّى دعاءً .
وفى الصحيحين في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه ) و ( ما أحب ) و ( ما شاء )
وفى رواية أبى هريرة رضي الله عنه : (ثم يدعو لنفسه ما بدا له) قال النسائي : إسناده صحيح .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول في قنوته : ( اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبى ربيعة ، وسلمة بن هشام ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلهما عليهم سنين كسني يوسف ) رواه البخاري ومسلم .
وفى الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم العن رِعلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ عصت الله ورسوله ) وهؤلاء قبائل من العرب . والأحاديث بنحو ما ذكرناه كثيرة " انتهى بتصرف واختصار . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (3/283) :
" وظاهر كلام المؤلِّف – يعني : موسى الحجاوي رحمه الله - أنه لا يدعو بغير ما وَرَدَ ، فلا يدعو بشيء مِن أمور الدُّنيا مثل أن يقول : اللَّهُمَّ ارزقني بيتاً واسعاً ، أو : اللَّهُمَّ ارزقني زوجة جميلة ، أو : اللَّهمَّ ارزقني مالاً كثيراً ، أو : اللَّهُمَّ ارزقني سيارة مريحة ، وما أشبه ذلك ؛ لأن هذا يتعلَّق بأمور الدُّنيا ، حتى قال بعض الفقهاء رحمهم الله : لو دعا بشيء مما يتعلَّق بأمور الدنيا بطلت صلاتُه .
لكن هذا قول ضعيف بلا شَكٍّ .
والصحيح : أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا ؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة ولو كان بأمور الدنيا ، وليس للإنسان ملجأ إلا الله ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد ) ويقول : ( أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم ) ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ : ( ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء ) والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي ، فكيف نقول : لا تسأل الله - وأنت تُصلِّي - شيئاً تحتاجه في أمور دنياك ! هذا بعيد جدًّا .
وقد جاء في الحديث عن الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( ليسألْ أحدُكم ربَّه حاجته كلها حتى شِسْعَ نَعْلِه ) وشِسْع النَّعل : يتعلَّق بأمور الدُّنيا .
فالصَّواب بلا شَكٍّ أن يدعوَ بعد التشهُّدِ بما شاء مِن خير الدُّنيا والآخرة " انتهى .
فيجوز أن تدعو في صلاتك المفروضة أو النافلة بتيسير صحبة الإخوان الصالحين ، والأصدقاء الخيرين ، ولو كان الدعاء بتعيين الأسماء .
والله أعلم .
لا حرج من الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة على الصحيح من قولي أهل العلم ، وهو ما ذهب إليه المالكية والشافعية وبعض الحنابلة ، كأن يسأل الله التوفيق في الدراسة أو الزواج أو يسأله تيسير عمل معين أو شفاء صديق أو قريب أو تيسير صحبة صالحة ونحو ذلك .
والدليل على ذلك : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة التشهد ثم قال في آخره : ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) رواه البخاري (5876) ومسلم (402) . جاء في "المدونة" (1/192) :
" قال مالك : ولا بأس أن يدعو الرجل بجميع حوائجه في المكتوبة ، حوائج دنياه وآخرته ، في القيام والجلوس والسجود " انتهى .
وقال النووي في "المجموع" (3/454) : " مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها (يعني : الصلاة) بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا ، وله – أن يقول - : اللهم ارزقني كسبا طيبا ، وولدا ، ودارا ، وجارية حسناء يصفها ، و : اللهم خلص فلانا من السجن ، وأهلك فلانا ، وغير ذلك ، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا .
وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق .
وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن .
واحتج أصحابنا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء ) فأطلق الأمر بالدعاء ولم يقيده ، فتناول كل ما يُسَمَّى دعاءً .
وفى الصحيحين في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه ) و ( ما أحب ) و ( ما شاء )
وفى رواية أبى هريرة رضي الله عنه : (ثم يدعو لنفسه ما بدا له) قال النسائي : إسناده صحيح .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول في قنوته : ( اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبى ربيعة ، وسلمة بن هشام ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلهما عليهم سنين كسني يوسف ) رواه البخاري ومسلم .
وفى الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم العن رِعلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ عصت الله ورسوله ) وهؤلاء قبائل من العرب . والأحاديث بنحو ما ذكرناه كثيرة " انتهى بتصرف واختصار . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (3/283) :
" وظاهر كلام المؤلِّف – يعني : موسى الحجاوي رحمه الله - أنه لا يدعو بغير ما وَرَدَ ، فلا يدعو بشيء مِن أمور الدُّنيا مثل أن يقول : اللَّهُمَّ ارزقني بيتاً واسعاً ، أو : اللَّهُمَّ ارزقني زوجة جميلة ، أو : اللَّهمَّ ارزقني مالاً كثيراً ، أو : اللَّهُمَّ ارزقني سيارة مريحة ، وما أشبه ذلك ؛ لأن هذا يتعلَّق بأمور الدُّنيا ، حتى قال بعض الفقهاء رحمهم الله : لو دعا بشيء مما يتعلَّق بأمور الدنيا بطلت صلاتُه .
لكن هذا قول ضعيف بلا شَكٍّ .
والصحيح : أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا ؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة ولو كان بأمور الدنيا ، وليس للإنسان ملجأ إلا الله ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد ) ويقول : ( أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم ) ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ : ( ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء ) والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي ، فكيف نقول : لا تسأل الله - وأنت تُصلِّي - شيئاً تحتاجه في أمور دنياك ! هذا بعيد جدًّا .
وقد جاء في الحديث عن الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( ليسألْ أحدُكم ربَّه حاجته كلها حتى شِسْعَ نَعْلِه ) وشِسْع النَّعل : يتعلَّق بأمور الدُّنيا .
فالصَّواب بلا شَكٍّ أن يدعوَ بعد التشهُّدِ بما شاء مِن خير الدُّنيا والآخرة " انتهى .
فيجوز أن تدعو في صلاتك المفروضة أو النافلة بتيسير صحبة الإخوان الصالحين ، والأصدقاء الخيرين ، ولو كان الدعاء بتعيين الأسماء .
والله أعلم .
Soal No.4 :
السؤال : الدعاء في الصلاة بالزواج من رجل معين
هل يجوز أن أدعو في الصلاة أن أتزوج برجل محدد ؟
هل يجوز أن أدعو في الصلاة أن أتزوج برجل محدد ؟
الحمد لله
أولا :
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية وبعض الحنابلة إلى جواز الدعاء في الصلاة بحاجات الدنيا المتنوعة ، مما يُحِبُّ المُصلي أن يدعوَ به ويحتاج إليه ، كأن يدعو بالزواج أو الرزق أو النجاح وغير ذلك .
واستدلوا عليه بحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة التشهد ثم قال في آخره : ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) رواه البخاري (5876) ومسلم (402)
وقد روى ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/331) عَنْ الْحَسَنِ والشَّعْبِيِّ أَنَّهُمَا قَالَا : " اُدْعُ فِي صَلَاتِك بِمَا بَدَا لَك " انتهى .
وجاء في "المدونة" (1/192) :
" قَالَ مَالِكٌ : وَلَا بَأْسَ أَنْ يَدْعُوَ الرَّجُلُ بِجَمِيعِ حَوَائِجِهِ فِي الْمَكْتُوبَةِ ، حَوَائِجِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ ، فِي الْقِيَامِ وَالْجُلُوسِ وَالسُّجُودِ . قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ فِي حَوَائِجِي كُلِّهَا فِي الصَّلَاةِ حَتَّى فِي الْمِلْحِ " انتهى .
وخالف في ذلك الحنفية وأكثر الحنابلة ، فقالوا بعدم جواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة ، بل قالوا ببطلان صلاة من دعا بأي شيء من ذلك .
جاء في "الإنصاف" (1/81-82) من كتب الحنابلة :
" الدُّعَاءُ بِغَيْرِ مَا وَرَدَ , وَلَيْسَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ : فَالصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ : أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ , وَتَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِهِ . وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ .
وَعَنْهُ – أي عن الإمام أحمد - يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِحَوَائِجِ دُنْيَاهُ , وَعَنْهُ يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِحَوَائِجِ دُنْيَاهُ وَمَلَّاذِهَا . كَقَوْلِهِ : اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي جَارِيَةً حَسْنَاءَ , وَحُلَّةً خَضْرَاءَ , وَدَابَّةً هِمْلَاجَةً , وَنَحْوَ ذَلِكَ " انتهى .
وجاء في "الفتاوى الهندية (1/100) من كتب الحنفية :
" وَلَوْ قَالَ : اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي فُلَانَةَ فَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَفْسُدُ ; لِأَنَّ هَذَا اللَّفْظَ أَيْضًا مُسْتَعْمَلٌ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ " انتهى . وانظر "فتح القدير" (1/319) ، "نصب الراية" (1/558)
وقد أخذوا ذلك عن جماعة من السلف ، روى عنهم ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/332) أنهم كانوا يستحبون الدعاء في الفريضة بما في القرآن فقط ، بل روى عن عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَدْعُوَ فِي الصَّلَاةِ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (20/265-266) :
" قال الحنفيّة والحنابلة : يسنّ الدّعاء في التّشهّد الأخير بعد الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم بما يشبه ألفاظ القرآن ، أو بما يشبه ألفاظ السّنّة ، ولا يجوز له الدّعاء بما يشبه كلام النّاس ، كأن يقول : اللّهمّ زوّجني فلانة ، أو أعطني كذا من الذّهب والفضّة والمناصب .
وأمّا المالكيّة والشّافعيّة فذهبوا إلى أنّه : يسنّ الدّعاء بعد التّشهّد وقبل السّلام بخيري الدّين والدّنيا ، ولا يجوز أن يدعو بشيء محرّم أو مستحيل أو معلّق ، فإن دعا بشيء من ذلك بطلت صلاته ، والأفضل أن يدعو بالمأثور " انتهى . والصحيح هو قول المالكية والشافعية ، وذلك لقوة ما استدلوا به ، ولضعف حجة ما استدل به أصحاب القول الآخر .
قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/454) :
" مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا ، وله – أن يقول - : اللهم ارزقني كسبا طيبا ، وولدا ، ودارا ، وجارية حسناء يصفها ، و : اللهم خلص فلانا من السجن ، وأهلك فلانا ، وغير ذلك ، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا .
وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق .
وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن .
واحتج لهم بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) رواه مسلم .
وبالقياس على رد السلام وتشميت العاطس .
واحتج أصحابنا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء ) فأطلق الأمر بالدعاء ولم يقيده ، فتناول كل ما يُسَمَّى دعاءً .
ولأنه صلى الله عليه وسلم دعا في مواضع بأدعية مختلفة ، فدل على أنه لا حجر فيه .
وفى الصحيحين في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه ) و ( أحب إليه ) و ( ما شاء )
وفى روايه أبى هريرة " ثم يدعو لنفسه ما بدا له " قال النسائي وإسناده صحيح .
وعن أبى هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول في قنوته : ( اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبى ربيعة ، وسلمة بن هشام ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلهما عليهم سنين كسني يوسف ) رواه البخاري ومسلم .
وفى الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم العن رِعلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ عصت الله ورسوله ) وهؤلاء قبائل من العرب . والأحاديث بنحو ما ذكرناه كثيرة .
والجواب عن حديثهم : أن الدعاء لا يدخل في كلام الناس .
وعن التشميت ورد السلام أنهما من كلام الناس ؛ لأنهما خطاب لآدمي بخلاف الدعاء .
والله تعالى أعلم " انتهى .
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (3/283) : " وظاهر كلام المؤلِّف – يعني الإمام موسى الحجاوي من الحنابلة - : أنه لا يدعو بغير ما وَرَدَ ، فلا يدعو بشيء مِن أمور الدُّنيا مثل أن يقول : اللَّهُمَّ اُرزقني بيتاً واسعاً ، أو : اللَّهُمَّ ارزقني زوجة جميلة ، أو : اللَّهُمَّ اُرزقني مالاً كثيراً ، أو : اللَّهُمَّ اُرزقني سيارة مريحة ، وما أشبه ذلك ؛ لأن هذا يتعلَّق بأمور الدُّنيا ، حتى قال بعض الفقهاء رحمهم الله : لو دعا بشيء مما يتعلَّق بأمور الدنيا بطلت صلاتُه .
لكن هذا قول ضعيف بلا شَكٍّ .
والصحيح : أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا ؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة ولو كان بأمور الدنيا ، وليس للإنسان ملجأ إلا الله ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد ) ويقول : ( أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم ) ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ : ( ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء ) والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي ، فكيف نقول : لا تسأل الله - وأنت تُصلِّي - شيئاً تحتاجه في أمور دنياك ! هذا بعيد جدًّا ...
فالصَّواب بلا شَكٍّ أن يدعوَ بعد التشهُّدِ بما شاء مِن خير الدُّنيا والآخرة " انتهى .
والحاصل أنه لا حرج عليك من الدعاء بتيسير الزواج من رجل معين – إذا كان من أهل الصلاح والخير – وإن كان الأولى دائما استعمال جوامع الدعاء وما أُثِرَ عنه صلى الله عليه وسلم ، وانظري جواب السؤال رقم (5236) ، (6585) ، (75058) ثانيا :
ثم نحن - وإن كنا أفتينا لك بجواز دعائك في صلاتك بالزواج من رجل معين - إلا أننا ننصحك – من الناحية النفسية والتربوية – ألا تبالغي في تفكيرك وحرصك على ذلك الموضوع ، فالزواج قسمةٌ من الله سبحانه وتعالى ، ومن رحمته سبحانه بالخلق أن وسَّع عليهم وأغناهم ، فلم يقصُرِ المقسومَ برجل معين ، وإنما علقه بمقوِّمات الخلق والدين ، فحيث حلَّت هذه المقومات ، لزم على المسلم الرضا والقبول .
والمسلم المؤمن بقضاء الله وقدره يؤمن بحكمة الله في أمره وتصريفه ، وأنه سبحانه قد يدفع عن العبد السوء الذي سعى إليه وأحبه وكان يدعو به ، لعلمه سبحانه أن الخيرَ في غيره ، يقول الله تعالى : ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة/216 وشعار المسلم في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة : ( وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي ) رواه البخاري (1162)
فنرجو ألا يأخذ هذا الموضوع – من عقلك وقلبك - مساحة أكبر مما ينبغي ، فكثيرون هم – بحمد الله – أصحاب الخلق والدين ، ونسأل الله تعالى يقدر لك الخير حيث كان ، وأن يرزقك الرضا بما قسم لك وقدر .
والله أعلم .
أولا :
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية وبعض الحنابلة إلى جواز الدعاء في الصلاة بحاجات الدنيا المتنوعة ، مما يُحِبُّ المُصلي أن يدعوَ به ويحتاج إليه ، كأن يدعو بالزواج أو الرزق أو النجاح وغير ذلك .
واستدلوا عليه بحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة التشهد ثم قال في آخره : ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) رواه البخاري (5876) ومسلم (402)
وقد روى ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/331) عَنْ الْحَسَنِ والشَّعْبِيِّ أَنَّهُمَا قَالَا : " اُدْعُ فِي صَلَاتِك بِمَا بَدَا لَك " انتهى .
وجاء في "المدونة" (1/192) :
" قَالَ مَالِكٌ : وَلَا بَأْسَ أَنْ يَدْعُوَ الرَّجُلُ بِجَمِيعِ حَوَائِجِهِ فِي الْمَكْتُوبَةِ ، حَوَائِجِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ ، فِي الْقِيَامِ وَالْجُلُوسِ وَالسُّجُودِ . قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ فِي حَوَائِجِي كُلِّهَا فِي الصَّلَاةِ حَتَّى فِي الْمِلْحِ " انتهى .
وخالف في ذلك الحنفية وأكثر الحنابلة ، فقالوا بعدم جواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة ، بل قالوا ببطلان صلاة من دعا بأي شيء من ذلك .
جاء في "الإنصاف" (1/81-82) من كتب الحنابلة :
" الدُّعَاءُ بِغَيْرِ مَا وَرَدَ , وَلَيْسَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ : فَالصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ : أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ , وَتَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِهِ . وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ .
وَعَنْهُ – أي عن الإمام أحمد - يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِحَوَائِجِ دُنْيَاهُ , وَعَنْهُ يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِحَوَائِجِ دُنْيَاهُ وَمَلَّاذِهَا . كَقَوْلِهِ : اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي جَارِيَةً حَسْنَاءَ , وَحُلَّةً خَضْرَاءَ , وَدَابَّةً هِمْلَاجَةً , وَنَحْوَ ذَلِكَ " انتهى .
وجاء في "الفتاوى الهندية (1/100) من كتب الحنفية :
" وَلَوْ قَالَ : اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي فُلَانَةَ فَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَفْسُدُ ; لِأَنَّ هَذَا اللَّفْظَ أَيْضًا مُسْتَعْمَلٌ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ " انتهى . وانظر "فتح القدير" (1/319) ، "نصب الراية" (1/558)
وقد أخذوا ذلك عن جماعة من السلف ، روى عنهم ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/332) أنهم كانوا يستحبون الدعاء في الفريضة بما في القرآن فقط ، بل روى عن عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَدْعُوَ فِي الصَّلَاةِ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (20/265-266) :
" قال الحنفيّة والحنابلة : يسنّ الدّعاء في التّشهّد الأخير بعد الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم بما يشبه ألفاظ القرآن ، أو بما يشبه ألفاظ السّنّة ، ولا يجوز له الدّعاء بما يشبه كلام النّاس ، كأن يقول : اللّهمّ زوّجني فلانة ، أو أعطني كذا من الذّهب والفضّة والمناصب .
وأمّا المالكيّة والشّافعيّة فذهبوا إلى أنّه : يسنّ الدّعاء بعد التّشهّد وقبل السّلام بخيري الدّين والدّنيا ، ولا يجوز أن يدعو بشيء محرّم أو مستحيل أو معلّق ، فإن دعا بشيء من ذلك بطلت صلاته ، والأفضل أن يدعو بالمأثور " انتهى . والصحيح هو قول المالكية والشافعية ، وذلك لقوة ما استدلوا به ، ولضعف حجة ما استدل به أصحاب القول الآخر .
قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/454) :
" مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا ، وله – أن يقول - : اللهم ارزقني كسبا طيبا ، وولدا ، ودارا ، وجارية حسناء يصفها ، و : اللهم خلص فلانا من السجن ، وأهلك فلانا ، وغير ذلك ، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا .
وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق .
وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن .
واحتج لهم بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) رواه مسلم .
وبالقياس على رد السلام وتشميت العاطس .
واحتج أصحابنا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء ) فأطلق الأمر بالدعاء ولم يقيده ، فتناول كل ما يُسَمَّى دعاءً .
ولأنه صلى الله عليه وسلم دعا في مواضع بأدعية مختلفة ، فدل على أنه لا حجر فيه .
وفى الصحيحين في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه ) و ( أحب إليه ) و ( ما شاء )
وفى روايه أبى هريرة " ثم يدعو لنفسه ما بدا له " قال النسائي وإسناده صحيح .
وعن أبى هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول في قنوته : ( اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبى ربيعة ، وسلمة بن هشام ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلهما عليهم سنين كسني يوسف ) رواه البخاري ومسلم .
وفى الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم العن رِعلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ عصت الله ورسوله ) وهؤلاء قبائل من العرب . والأحاديث بنحو ما ذكرناه كثيرة .
والجواب عن حديثهم : أن الدعاء لا يدخل في كلام الناس .
وعن التشميت ورد السلام أنهما من كلام الناس ؛ لأنهما خطاب لآدمي بخلاف الدعاء .
والله تعالى أعلم " انتهى .
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (3/283) : " وظاهر كلام المؤلِّف – يعني الإمام موسى الحجاوي من الحنابلة - : أنه لا يدعو بغير ما وَرَدَ ، فلا يدعو بشيء مِن أمور الدُّنيا مثل أن يقول : اللَّهُمَّ اُرزقني بيتاً واسعاً ، أو : اللَّهُمَّ ارزقني زوجة جميلة ، أو : اللَّهُمَّ اُرزقني مالاً كثيراً ، أو : اللَّهُمَّ اُرزقني سيارة مريحة ، وما أشبه ذلك ؛ لأن هذا يتعلَّق بأمور الدُّنيا ، حتى قال بعض الفقهاء رحمهم الله : لو دعا بشيء مما يتعلَّق بأمور الدنيا بطلت صلاتُه .
لكن هذا قول ضعيف بلا شَكٍّ .
والصحيح : أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا ؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة ولو كان بأمور الدنيا ، وليس للإنسان ملجأ إلا الله ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد ) ويقول : ( أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم ) ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ : ( ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء ) والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي ، فكيف نقول : لا تسأل الله - وأنت تُصلِّي - شيئاً تحتاجه في أمور دنياك ! هذا بعيد جدًّا ...
فالصَّواب بلا شَكٍّ أن يدعوَ بعد التشهُّدِ بما شاء مِن خير الدُّنيا والآخرة " انتهى .
والحاصل أنه لا حرج عليك من الدعاء بتيسير الزواج من رجل معين – إذا كان من أهل الصلاح والخير – وإن كان الأولى دائما استعمال جوامع الدعاء وما أُثِرَ عنه صلى الله عليه وسلم ، وانظري جواب السؤال رقم (5236) ، (6585) ، (75058) ثانيا :
ثم نحن - وإن كنا أفتينا لك بجواز دعائك في صلاتك بالزواج من رجل معين - إلا أننا ننصحك – من الناحية النفسية والتربوية – ألا تبالغي في تفكيرك وحرصك على ذلك الموضوع ، فالزواج قسمةٌ من الله سبحانه وتعالى ، ومن رحمته سبحانه بالخلق أن وسَّع عليهم وأغناهم ، فلم يقصُرِ المقسومَ برجل معين ، وإنما علقه بمقوِّمات الخلق والدين ، فحيث حلَّت هذه المقومات ، لزم على المسلم الرضا والقبول .
والمسلم المؤمن بقضاء الله وقدره يؤمن بحكمة الله في أمره وتصريفه ، وأنه سبحانه قد يدفع عن العبد السوء الذي سعى إليه وأحبه وكان يدعو به ، لعلمه سبحانه أن الخيرَ في غيره ، يقول الله تعالى : ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة/216 وشعار المسلم في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة : ( وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي ) رواه البخاري (1162)
فنرجو ألا يأخذ هذا الموضوع – من عقلك وقلبك - مساحة أكبر مما ينبغي ، فكثيرون هم – بحمد الله – أصحاب الخلق والدين ، ونسأل الله تعالى يقدر لك الخير حيث كان ، وأن يرزقك الرضا بما قسم لك وقدر .
والله أعلم .
Soal No.5 :
السؤال : هل هناك دعاء للتوفيق بزوجة أو زوج طيّب.
هل هناك أي دعاء أو آية يجب علينا أن نقوله لكي نحصل على الزوج أو الزوجة في المستقبل ؟
ما هي الأشياء التي يجب أن يركز عليها الشخص ليعلم بأن هذا /هذه هو/هي الخيار المناسب ؟
هل يمكن للشخص أن يحصل على جواب بأن يجعل القرآن هو طريقه للهداية لما يريد ؟ .
هل هناك أي دعاء أو آية يجب علينا أن نقوله لكي نحصل على الزوج أو الزوجة في المستقبل ؟
ما هي الأشياء التي يجب أن يركز عليها الشخص ليعلم بأن هذا /هذه هو/هي الخيار المناسب ؟
هل يمكن للشخص أن يحصل على جواب بأن يجعل القرآن هو طريقه للهداية لما يريد ؟ .
الجواب :
لا يوجد - في حدود ما نعرف - دعاء خاص بهذا الأمر ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن عليك أن تدعوا الله أن يرزقك الزوجة الصالحة .
وقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاء الاستخارة ، ومعناه : طلبنا من الله عز وجل أن يختار لنا الأفضل لديننا ودنيانا من الأمور كلها الدينية والدنيوية ، وهذا الدعاء هو ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارة في الأمور ، كما يعلمنا السورة ِمن القرآن ، يقول : " إذا همَّ أحدُكم بالأمر : فليركع ركعتين مِن غير الفريضة ، ثم ليقل : "اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك مِن فضلك العظيم ؛ فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر - ويسمِّيه - خيرٌ لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري : فاقدره لي ، ويسِّره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر - ويسمِّيه - شرٌّ لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري : فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثمَّ أرضني به " . رواه البخاري ( 1109 ) .
وليس هناك شيء يستحق التركيز عليه من أحد الطرفين مثل الدين والخلق .
= فبالنسبة للزوج ، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الأولياء ، فقال :
"إذا أتاكم مَن ترضوْن خُلُقَه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" . رواه الترمذي ( 1084 ) وابن ماجه ( 1967 ) .
= وبالنسبة للمرأة ، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
"تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها فاظفر بذات الدين ترِبت يداك" . رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .
قال الحافظ ابن حجر : والمعنى أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين الذي هو غاية البغية . أ. هـ " فتح الباري " ( 9 / 135 ) .
4. وأما الشق الثاني من السؤال عن الاسترشاد بالمصحف :
فإن كنت تقصد أنه يكون كالتنجيم : فهذا حرام ، ومن طرقه المبتدَعة فتح المصحف عشوائياً على إحدى صفحاته ؛ فإن وقعت العين على آية رحمة ، أو آية ثواب : فيعني أن ما سيقدم عليه الشخص شيء طيب وصالح !! والعكس بالعكس : فهذا لا أصل له في الدين ، وهو من طرق الشياطين ، لإضلال عباد الله المؤمنين .
وأما إن قصدت بالاسترشاد اتباعه والعمل بأحكامه : فهذا فيه السعادة الحقيقة التي ما بعدها سعادة ، وهي لزوم الكتاب والسنة ، وهو الطريق الوحيد لهداية الخلق والنجاة عند الله يوم القيامة . وفي هذا قال الله تعالى { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين } [ البقرة 2 ] ، وقال تعالى { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } [ الإسراء 9 ] .
والله أعلم .
لا يوجد - في حدود ما نعرف - دعاء خاص بهذا الأمر ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن عليك أن تدعوا الله أن يرزقك الزوجة الصالحة .
وقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاء الاستخارة ، ومعناه : طلبنا من الله عز وجل أن يختار لنا الأفضل لديننا ودنيانا من الأمور كلها الدينية والدنيوية ، وهذا الدعاء هو ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارة في الأمور ، كما يعلمنا السورة ِمن القرآن ، يقول : " إذا همَّ أحدُكم بالأمر : فليركع ركعتين مِن غير الفريضة ، ثم ليقل : "اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك مِن فضلك العظيم ؛ فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر - ويسمِّيه - خيرٌ لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري : فاقدره لي ، ويسِّره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر - ويسمِّيه - شرٌّ لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري : فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثمَّ أرضني به " . رواه البخاري ( 1109 ) .
وليس هناك شيء يستحق التركيز عليه من أحد الطرفين مثل الدين والخلق .
= فبالنسبة للزوج ، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الأولياء ، فقال :
"إذا أتاكم مَن ترضوْن خُلُقَه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" . رواه الترمذي ( 1084 ) وابن ماجه ( 1967 ) .
= وبالنسبة للمرأة ، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
"تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها فاظفر بذات الدين ترِبت يداك" . رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .
قال الحافظ ابن حجر : والمعنى أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين الذي هو غاية البغية . أ. هـ " فتح الباري " ( 9 / 135 ) .
4. وأما الشق الثاني من السؤال عن الاسترشاد بالمصحف :
فإن كنت تقصد أنه يكون كالتنجيم : فهذا حرام ، ومن طرقه المبتدَعة فتح المصحف عشوائياً على إحدى صفحاته ؛ فإن وقعت العين على آية رحمة ، أو آية ثواب : فيعني أن ما سيقدم عليه الشخص شيء طيب وصالح !! والعكس بالعكس : فهذا لا أصل له في الدين ، وهو من طرق الشياطين ، لإضلال عباد الله المؤمنين .
وأما إن قصدت بالاسترشاد اتباعه والعمل بأحكامه : فهذا فيه السعادة الحقيقة التي ما بعدها سعادة ، وهي لزوم الكتاب والسنة ، وهو الطريق الوحيد لهداية الخلق والنجاة عند الله يوم القيامة . وفي هذا قال الله تعالى { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين } [ البقرة 2 ] ، وقال تعالى { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } [ الإسراء 9 ] .
والله أعلم .
Soal No.6 :
السؤال : الدعاء في التشهد الأخير
هل هناك أدعية يقولها المصلي في التشهد الأخير بعد التحيات والصلاة الإبراهيمية ؟ وما هي ؟ بعض الأئمة يُطيل في التشهد الخير والمأموم لا يدري ماذا يقول .
هل هناك أدعية يقولها المصلي في التشهد الأخير بعد التحيات والصلاة الإبراهيمية ؟ وما هي ؟ بعض الأئمة يُطيل في التشهد الخير والمأموم لا يدري ماذا يقول .
الجواب :
الحمد لله
جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ [ وفي رواية : إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ ] فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ . صحيح مسلم 588
الحمد لله
جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ [ وفي رواية : إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ ] فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ . صحيح مسلم 588
1. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ .
وقد ورد أيضا مع هذه الأربع الاستعاذة من المأثم والمغرم فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ .. البخاري 833
2. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ.
وقد ورد أيضا أنه علّم أبا بكر الصّديق دعاء يدعو به في صلاته كما جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . رقم790 وهذا الدّعاء يُمكن أن يجعله المصلي في التشهد الأخير بعد الاستعاذات السابقة .
3. اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
وقد ورد أيضا أن للمصلي أن يدعو بعد الاستعاذات بأيّ دعاء طيّب يريده ويسأل الله ما يشاء من خيري الدنيا والآخرة فقد جاء عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ بِمَا بَدَا لَهُ * رواه النسائي 1293 ، والله تعالى أعلم .
Soal No.7 :
حكم الدعاء في السجود أثناء صلاة الفريضة...
السؤال : ما هو الدعاء الذي أدعو به ليستجاب لي، وهل الدعاء بطلب دنيا كالزواج وغيره جائز في السجود أثناء صلاة الفريضة؟
السؤال : ما هو الدعاء الذي أدعو به ليستجاب لي، وهل الدعاء بطلب دنيا كالزواج وغيره جائز في السجود أثناء صلاة الفريضة؟
تطبيقات الشيخ ابن باز رحمه الله
الله شرع لعباده الدعاء فقال- سبحانه-:
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر60),
وقال -عز وجل-:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (البقرة186),
والسجود محل دعاء, وأحسن الأوقات للدعاء آخر الليل وجوف الليل وجميع الليل, وهكذا السجود في الصلاة ولو فريضة, وهكذا آخر الصلاة قبل السلام بعد التحية بعد التشهد, وبعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - محل دعاء قبل السلام, فينبغي لمن أراد أن يدعوا أن يتحرى هذه الأوقات, وهكذا بين الأذان والإقامة الدعاء لا يرد فينبغي تحري الدعاء في هذه الأوقات, ومن أهمها آخر الليل يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ينزل ربنا إلى السماء كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ويقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له), وفي لفظ آخر يقول- سبحانه-: (هل من داعٍ فيستجاب له هل من سائل فيعطى سؤله هل من تائب فيتاب عليه حتى ينفجر الفجر), هذا وقت عظيم ينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يكون لهما فيه حق بالتهجد والصلاة والدعاء والاستغفار, وهذا التنزل الإلهي تنزل يليق بالله -جل وعلا- لا يشابه في خلقه- سبحانه وتعالى- فهو ينزل-جل وعلا-نزولاً يليق بجلاله لا يعلم كيفيته إلا هو-سبحانه وتعالى-, ولا يشابه خلقه في شيء من صفاته كالاستواء, والرحمة, والغضب, والرضا, والمجيء,
ونحو ذبك يقول-سبحانه-:الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(طه5) يعني استواءً يليق بجلاله, ومعناه العلو والارتفاع فوق العرش, لكن استواء يليق بالله لا يشابه فيه خلقه, فهكذا التنزل في آخر الليل وهو تنزلاً يليق بالله لا يشابه فيه خلقه, ولا يعلم كيفيته إلا هو-سبحانه وتعالى-كما قال-عز وجل-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(الشورى11), وكما قالت أم سلمة في الاستواء لما سئلت عن الاستواء قالت - رضي الله عنها - وهي أم المؤمنين إحدى زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول, والإقرار به إيمان, وإنكاره كفر),
وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك أحد التابعين-رحمه الله-لما سئل عن ذلك قال: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول - مثل ما قالت أم سلمة - ومن الله الرسالة, وعلى الرسول التبليغ, وعلينا التصديق) يعني على الأمة التصديق على الوجه اللائق بالله-سبحانه وتعالى-ولما سئل مالك- رحمه الله- إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني عن الاستواء قال: (الاستواء معلوم -يعني العلو والارتفاع-و الكيف مجهول - لا نعلم كيفيته -, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا رجل سوء ، ثم أمر بإخراجه), هذا الذي قاله مالك, وربيعة, وأم سلمة - رضي الله عن الجميع - هو قول العلماء كافة هو قول علماء السنة كافة من الصحابة ومن عبدهم كلهم يقولون في أسماء الرب وصفاته أنها يجب إثباتها لله على الوجه اللائق به-سبحانه وتعالى-, فالإقرار بها واجب, والإيمان بها واجب, والتكييف منفي لا يعلم كيفيتها إلا هو- سبحانه وتعالى-,
ولهذا يقول سبحانه: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص(4),
ويقول- عز وجل-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(الشورى11),
ويقول-سبحانه-: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(74),
فهكذا النزول آخر الليل الكلام فيه واحد ينزل ربنا كما يشاء على الوجه اللائق به-سبحانه وتعالى-, ولا يعلم كيفيته إلا هو-سبحانه وتعالى-, وهكذا يغضب على أهل معصيته والكفر به, وهكذا يرضى عن أهل طاعته, وهكذا يحب أولياءه ويبغض أعداءه كلها تليق بالله بغض, ومحبة, وغضب, ورضا كله يليق بالله لا يشابه غضب المخلوقين, ولا بغض المخلوقين, ولا محبة المخلوقين بل ذلك إليه-سبحانه وتعالى-على الوجه اللائق به-جل وعلا- من غير تشبيه, ولا تعطيل, ولا تكييف, ولا تمثيل هذا قول أهل السنة والجماعة, وهو قول أهل الحق في جميع الصفات, فالواجب التزام هذا القول والثبات عليه, والرد على من خالفه والله المستعان. بارك الله فيكم ، إذاً من الأوقات المستحبة لرفع الدعاء ومن الأوقات المؤمل فيها الإجابة الثلث الأخير من الليل حيث ينـزل ربنا سبحانه كما تفضلتم؟ وهكذا السجود ولو في الفريضة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أما الركوع فعظموا فيه الرب, وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) يعني فحريٌ أن يستجاب لكم وقال-عليه الصلاة والسلام-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) فإذا سألت المرأة زوجاً صالحاً في السجود, أو في آخر الصلاة, أو في آخر الليل, أو ذرية طيبة, أو مالاً حلالاً, وهكذا الرجل سأل ربه أن يعطيه زوجة صالحة أو مالاً حلالاً كل ذلك طيب, والزواج من الخير العظيم ليس من الدنيا المحضة بل هو من العبادات النكاح عبادة, وفيه مصالح كثيرة للرجل والمرأة, فإذا سألت المرأة في السجود, أوفي آخر الصلاة, أوفي آخر الليل أن الله يهبها زوجاً صالحاً, أو ذرية صالحة هذا من أفضل الدعاء, وهكذا بقية الحاجات اللهم أغنني بفضلك عمن سواك ، اللهم يسر لي مالاً طيباً حلالاً, اللهم أغنني عن سؤال خلقك اللهم ارزقني ذرية صالحة, أو ما أشبه ذلك مما يحتاجه الناس. بارك الله فيكم
الله شرع لعباده الدعاء فقال- سبحانه-:
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر60),
وقال -عز وجل-:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (البقرة186),
والسجود محل دعاء, وأحسن الأوقات للدعاء آخر الليل وجوف الليل وجميع الليل, وهكذا السجود في الصلاة ولو فريضة, وهكذا آخر الصلاة قبل السلام بعد التحية بعد التشهد, وبعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - محل دعاء قبل السلام, فينبغي لمن أراد أن يدعوا أن يتحرى هذه الأوقات, وهكذا بين الأذان والإقامة الدعاء لا يرد فينبغي تحري الدعاء في هذه الأوقات, ومن أهمها آخر الليل يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ينزل ربنا إلى السماء كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ويقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له), وفي لفظ آخر يقول- سبحانه-: (هل من داعٍ فيستجاب له هل من سائل فيعطى سؤله هل من تائب فيتاب عليه حتى ينفجر الفجر), هذا وقت عظيم ينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يكون لهما فيه حق بالتهجد والصلاة والدعاء والاستغفار, وهذا التنزل الإلهي تنزل يليق بالله -جل وعلا- لا يشابه في خلقه- سبحانه وتعالى- فهو ينزل-جل وعلا-نزولاً يليق بجلاله لا يعلم كيفيته إلا هو-سبحانه وتعالى-, ولا يشابه خلقه في شيء من صفاته كالاستواء, والرحمة, والغضب, والرضا, والمجيء,
ونحو ذبك يقول-سبحانه-:الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(طه5) يعني استواءً يليق بجلاله, ومعناه العلو والارتفاع فوق العرش, لكن استواء يليق بالله لا يشابه فيه خلقه, فهكذا التنزل في آخر الليل وهو تنزلاً يليق بالله لا يشابه فيه خلقه, ولا يعلم كيفيته إلا هو-سبحانه وتعالى-كما قال-عز وجل-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(الشورى11), وكما قالت أم سلمة في الاستواء لما سئلت عن الاستواء قالت - رضي الله عنها - وهي أم المؤمنين إحدى زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول, والإقرار به إيمان, وإنكاره كفر),
وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك أحد التابعين-رحمه الله-لما سئل عن ذلك قال: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول - مثل ما قالت أم سلمة - ومن الله الرسالة, وعلى الرسول التبليغ, وعلينا التصديق) يعني على الأمة التصديق على الوجه اللائق بالله-سبحانه وتعالى-ولما سئل مالك- رحمه الله- إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني عن الاستواء قال: (الاستواء معلوم -يعني العلو والارتفاع-و الكيف مجهول - لا نعلم كيفيته -, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا رجل سوء ، ثم أمر بإخراجه), هذا الذي قاله مالك, وربيعة, وأم سلمة - رضي الله عن الجميع - هو قول العلماء كافة هو قول علماء السنة كافة من الصحابة ومن عبدهم كلهم يقولون في أسماء الرب وصفاته أنها يجب إثباتها لله على الوجه اللائق به-سبحانه وتعالى-, فالإقرار بها واجب, والإيمان بها واجب, والتكييف منفي لا يعلم كيفيتها إلا هو- سبحانه وتعالى-,
ولهذا يقول سبحانه: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص(4),
ويقول- عز وجل-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(الشورى11),
ويقول-سبحانه-: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(74),
فهكذا النزول آخر الليل الكلام فيه واحد ينزل ربنا كما يشاء على الوجه اللائق به-سبحانه وتعالى-, ولا يعلم كيفيته إلا هو-سبحانه وتعالى-, وهكذا يغضب على أهل معصيته والكفر به, وهكذا يرضى عن أهل طاعته, وهكذا يحب أولياءه ويبغض أعداءه كلها تليق بالله بغض, ومحبة, وغضب, ورضا كله يليق بالله لا يشابه غضب المخلوقين, ولا بغض المخلوقين, ولا محبة المخلوقين بل ذلك إليه-سبحانه وتعالى-على الوجه اللائق به-جل وعلا- من غير تشبيه, ولا تعطيل, ولا تكييف, ولا تمثيل هذا قول أهل السنة والجماعة, وهو قول أهل الحق في جميع الصفات, فالواجب التزام هذا القول والثبات عليه, والرد على من خالفه والله المستعان. بارك الله فيكم ، إذاً من الأوقات المستحبة لرفع الدعاء ومن الأوقات المؤمل فيها الإجابة الثلث الأخير من الليل حيث ينـزل ربنا سبحانه كما تفضلتم؟ وهكذا السجود ولو في الفريضة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أما الركوع فعظموا فيه الرب, وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) يعني فحريٌ أن يستجاب لكم وقال-عليه الصلاة والسلام-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) فإذا سألت المرأة زوجاً صالحاً في السجود, أو في آخر الصلاة, أو في آخر الليل, أو ذرية طيبة, أو مالاً حلالاً, وهكذا الرجل سأل ربه أن يعطيه زوجة صالحة أو مالاً حلالاً كل ذلك طيب, والزواج من الخير العظيم ليس من الدنيا المحضة بل هو من العبادات النكاح عبادة, وفيه مصالح كثيرة للرجل والمرأة, فإذا سألت المرأة في السجود, أوفي آخر الصلاة, أوفي آخر الليل أن الله يهبها زوجاً صالحاً, أو ذرية صالحة هذا من أفضل الدعاء, وهكذا بقية الحاجات اللهم أغنني بفضلك عمن سواك ، اللهم يسر لي مالاً طيباً حلالاً, اللهم أغنني عن سؤال خلقك اللهم ارزقني ذرية صالحة, أو ما أشبه ذلك مما يحتاجه الناس. بارك الله فيكم